وكالة أنباء الحوزة ــ قصيدة شعرية إلى النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله):
أَشْرَقْتَ يَالَقَـــــــــــــدَاسَةِ الإشْرَاقِ *** حَتّى اخْتَرَقْتَ غَيَاهِــــبَ الخَفّاقِ
مِنْ قَابِ قَوسَيْنِ اجْتَـــلَيْتَ مَدَارِكِي *** متَوَغِلاً في مُنْتَــــــــــهَى أنْفَاقِي
وإذا سَرَايَا الضّــــــــوءِ تُعْلِنُ ثَوْرَةً *** فِي جَاهِلِيّةِ عِزّتِي ونِـــــــــفَاقِي
تَجْتَثُّ أوْثَانَ الهَــــــــــــوى وبِكَفّها *** فَأْساً تُحَطّمُ شَقْـــــــوَتِي وشِقَاقِي
وتَهُزُّ إيوانَ الغُرُورِ بِــــــــــدَاخِلِي *** هَزًّا يُصَـــــــدّعُ سُلْطَةَ الأعْمَاقِ
مُذْ لُحْتَ فِي أُفُقِي تُــجَنّحُ هِمّــــتِي *** اللّانِهَايَةُ أَصْبَحَــــــــــــتْ آفَاقِي
تَسْتَلُّ مِنْ طِينِــي يَبَابَ رَغَـــــائِبي *** ورَذَائِلَ الغِسِلِيــــــــــنِ والغَسّاقِ
وتُرَشّحُ المَـــــــــاءَ الذّي عَلِقَتْ بِهِ *** أدْرَانُ نَفْسِيَ عَاكِـــرُ الأَخْــــلاقِ
حتّى إذا خَصُبَـــتْ ثَرَايَ غَرَسْتَنِي *** رُوْحاً تدلّت بالســــــــــنا أَعْذَاقِي
وأَعَدْتَنِي لِلْفِطْــــــــــرَةِ الأُولى كَمَا *** عَقْدُ المَشِيئَةِ فِي عُــرَا الأَعْـرَاقِ
أَتْمَمْتَنِي قَمَرًا سَوِيّــــــــــــــاً بَعْدَمَا *** كَانَتْ سَمَائِيَ تَكْتَفِي بِــــمُحَـــاقِي
فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ العَمَى مُتَبَـــصّـــــــراً *** وافْتُضّتْ الأَسْتَارُ عَنْ أَحْـــــدَاقِي
ورَأَيْتُكَ النّورَ النّقِــــــــــيّ بِمَعْدِنِي *** مَا انْفَكَ يَنْبَعُ أَنْهُراً بـــــــــسَوَاقِي
يَنْسَابُ فِي شِرْيَانِ قَلْبِـــــــيَ جَارِيَاً *** مَجْرَى الحَيَاةِ بِوَهْجِهَــــــا الدّفَاقِ
يَسْقِي بِزَيْتِ الوَحْـــيِ فَانُوسَ الخَيــــــــــــــالِ وكَانَ مُنْطفِئاً بِشـــــــطّ سِياقي
ويُمَازِجُ اللّحنَ الدّنَـــــــــانَ بِنَوتَتِي *** فَتَذُوبُ أُغْنِيَتي بِسُــــــــكْرِ مَذَاقِي
مَا جَفّ صَوْتُكَ فِـي حُقُولِ تِلاوَتِي *** يُنْدِي رَبِيعَ الذّكْـــــــرِ فِي أَرْمَاقِي
مَازالَ يُهْرِقُ فِــــــــي فُؤَادِيَ نَغْمَةً *** بَيْضَاءَ مِنْ مِزْمَـــــــارِهِ الرّقْرَاقِ
والنّبْضُ مِئْذَنَةٌ يَشُـــــــــــفّ أذَانُهَا *** لِلْغَيْبِ فِي تَكْبِيـــــــــــرَةِ الأَشْوَاقِ
مَدّتْ أصَابِعَهَا تَمُـــــــسُّ أَصَابِعَ الـــــــــــــمَلَكُوتِ فِي تَلْـــــــــــوِيحَةٍ وعِنَاقِ
حَيْثُ النّوايَا تَكْتَسِي أَجْسَــــــــادَهَا *** أَكْسُو اليَقِيْنَ بِسُـــــــــنْدُسِ المِيثَاقِ
رَفْرَفْتُ فِي مَعْنَاكَ مَحْضَ قَصِـيْدَةٍ *** تَصْبُو مَعَــــــــــانِيْها ذُرَا العِمْلاقِ
وَكَمَا البّلابِلُ تَرْتَقِي أَعْشَـــــــاشَهَا *** أَرْقَى وعُشّــــــــــيَ سِدْرَةُ العُشّاقِ
أَشْدُو مَقَامَــــــــــات التّجَلي مُلْهَماً *** حَيْثُ المَــــــلائِكِ فِي الغِنَاءِ رِفَاقِي
وبَصُرْتُ مُذْ آنَسْــتُ حُبّكَ صّحْوَةً *** يا مَنْ مَنَحْــــــتَ إلى القُلوبِ مَآقِي
وعَلَى ضِفَافِ السّـلْـسَبيلِ غَسَلْتَنِي *** حِيْنَ ارْتَمَـــــسْتُ بِنَشْوَةِ اسْتِغْرَاقِي
كُلّي خَضّعْتُ لِــجَذْبَةِ الـطّهْرِ الّتِي *** كَبَحَتْ جِمَــــاحَ الخَاِطرِ المُتَشَاقِي
فَتَلَبّدَتْ سُحُبُ الصّـــلاةِ عَلَيْكَ فِي *** شَفَتَيّ تُمْطِـــــــــــرُ كَالسّـنَا البَرّاقِ
وتَحَرّرَ العَقلُ الأَسِيرُ لِشَــــــهْوَتِي *** أَسِوَاكَ فِكْرٌ يَرْتَـئِي إطْــــلاقِي ؟؟
يَا مَنْ نَسجْتَ مِنَ الرّسَــــالةِ بُرْدَةً *** وحَبَكْتَنِي خَيْـــــــــــطاً بِفَـكِ وِثَاقِي
يَا مَبْدِعَ العِشْقِ الإلهِيّ ابْتَـــــــكِرْ *** كَيْنُونَتِي مِنْ عِشْقِكَ الـــــــــــخَلّاقِ
وانْحَتْ بِأزْمِيلِ الهِــــدَايَةِ وُجْهَتِي *** كَيْ لا أَظَلّ شَرِيْدَ غَيّ زُقَـــــــاقِي
نَاجَاكَ جِبْرِيلِي بِمِعْــــرَاجِ الرّؤَى *** والشّعْــــرُ فِي طَيّ السّمَـاءِ بُرَاقِي
فَتَنَزّلَتْ زُمَرُ الحُــــــرُوفِ نَيَازِكًاً *** ثُمّ اسْتَــــوَتْ عَرْشًا عَـلَى أَوْرَاقِي
بِالشّعْرِ اٌبْعَثُ والقَصِيـــــــدُ مُنَزّلٌ *** فِي غَارِ ذّاتِـــــيَ لَحْظَـة الإشْراق
اقْرَأْ.. و سِفْرُ العِتْقِ بِسْمِ مُــــحَمّدٍ *** أَوَلَيْسَ بِسْمِ مُحَـــــــمّدٍ إعْتَاقِي ؟؟
إيمان دعبل